تأملات في ملتقى البحر الميت
الزملاء الفضلاء والأخوة الكرام في المجتمع الصحي العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فقد مضى على انعقاد ملتقى المجلس العربي للاختصاصات الصحية السنوي في البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية قريبًا من ثلاثة أشهر، كان فيها الملتقى فرصة للقاء النخبة المؤسِّسة من الرواد الذين وضعوا قواعد العمل في المجلس العربي وأسسوا لأركانه، وكان فرصة أيضًا للقاء وزراء صحة عرب كانوا في مشهد العمل الصحي العربي، وسفراء الدول العربية والأساتذة والخريجين والعاملين حاليًا في إطار المجلس بمختلف مستوياته؛ فكان لقاءً مُجمّعا للشمل من كل حدب، تعددت أهدافه وتنوعت فعالياته، وكان الجامع المشترك فيه تلك المشاعر العروبية التي صدرت عن كل عمل من أعماله وحضرت في كل لقاء.
لقد حظي الملتقى بكافة فعالياته برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد؛ فازدان الملتقى، وازداد ألقًا وبهجة بالرعاية السامية، وحيث يعايش سموه اليوم مشاعر الفرح أيضًا بزواجه الميمون؛ فإننا نسأل الله القدير أن يتم عليه فرحه وسعادته وأن يبارك له في زوجه وأن يجمع بينهما في خير وعلى خير.
كانت احتفالية التخرج عنوانًا من عناوين الفرح في الملتقى احتفل فيها خريجو المجلس العربي بتخرجهم، وفيها كُرّم المتميزون في التحصيل والأداء في مسارات الاختصاصات الصحية في برامج الزمالة والإقامة ، و كُرّم المتميزون أيضًا في مجال البحث العلمي، كما أُعلن في الملتقى عن تأسيس منتدى الخريجين من برامج المجلس العربي، حيث يشكل تأسيسه نقطة تواصل بين الأجيال المتخرجة، وفي إطاره تُتوارث الخبرات وتُستدام، وليس غريبًا أن نشير في هذا السياق إلى أن عددًا من معالي وزراء الصحة العرب كانوا من خريجي المجلس العربي فكان تخرجهم في برامجه دافعًا كبيرًا لهم لنصرة أهدافه وتحقيق طموحاته.
وكانت مشاعر الود والإخاء حاضرة في لقاءات الهيئة العليا والمكتب التنفيذي واجتماعات المجالس العلمية لكافة الاختصاصات الصحية في المجلس، وفي صميم اللقاءات الطبية حضرت الروح العلمية المحضة والنقاشات الجادة، وتبادل المنتدون فيها وجهات النظر والآراء والأفكار والمعارف الطبية المتنوعة، لقد كان الملتقى بحقٍ غنيًا بكل ما فيه: علمًا وفكرًا ومشاعرَ وروحًا عربيةَ الوجه واللسان.
كانت أصداء الملتقى عالية في تجاوبها بين من حضروها وأحسوا بها وعاشوا لحظاتها، وحدثونا عن معنى الملتقى وأهمية فعالياته، وعن ضرورة إستمراريتها، وأشادوا بدلالاتها الحسية والمعنوية في تأكيد معاني التضامن العربي وتبادل الخبرات والمعارف والمهارات؛ وقد أكدت هذه الكلمات والأحاديث توجهاتنا وعزَمَاتِنا في المجلس على عقد هذا الملتقى كل سنة؛ ليكون محفزًا للمجتمع الصحي العربي على العمل، ولتمتزج مشاعر الفرح بالإنجاز والتقدير، باللقاءات العلمية الطبية والحضور المعرفي العميق.
لقد حظي هذا الملتقى باهتمام بالغ على المستوى الإقليمي العربي، وأكد هذا الاهتمام على محورية عمل المجلس العربي في إطار جامعة الدول العربية، وعلى أهمية دوره في نطاق العمل العربي المشترك، كما أشار إلى ذلك معالي أمين عام جامعة الدول العربية في كلمته للملتقى أمام الحضور، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق المجلس العربي ممثلا بهيئاته المختلفة في المرحلة القادمة، ويرفع سقف التوقعات منه.
شكرًا مفعمة بالمحبة والتقدير لكل من ساهم في إنجاز هذا الملتقى، حتى استوفى أهدافه وغاياته، وبوركت جهودكم جميعًا أخوة عاملين وزملاء أحبة في المجتمع الصحي العربي لكل ما تبذلونه من وقت وجهد لخدمة القطاع الصحي على امتداد مساحة الوطن العربي وما تعملون على تطويره وتحسين أدائه، وأملي كبير أن نلتقي جميعًا قريبًا في فعالية مماثلة إن شاء الله تتأكد فيها معاني القرب والإخاء العربي، وتثري العمل الصحي العربي المشترك.
نسأل الله لنا ولكم السداد والتوفيق والرشاد
تحياتي المخلصة
أ.د عمر الرواس