منازل الفرح
احتفالية تكريم أوائل الخريجين في المجلس العربي 2023
لعل من المناسبات التي أصبحت في المجلس العربي عُرفًا احتفاليًا نحافظ على إقامتها سنويًا ونحتفي بفعالياتها، مناسبة تكريم أوائل الخريجين في الاختصاصات الصحية المختلفة والمتميزين في البحث العلمي، وهي مناسبة احتفلنا بها قبل أيام عديدة، في وقت تزامنت فيه مع اجتماعات اللجان التنفيذية للمجالس العلمية بالمجلس العربي للاختصاصات الصحية، ومع اجتماعات المكتب التنفيذي والهيئة العليا للمجلس العربي، والتي كان من أبزر ما أسفرت عنه انتخاب رئيس جديد للهيئة العليا وهو معالي الأستاذ الدكتور صالح مهدي الحسناوي وزير الصحة في الجمهورية العراقية، وبهذه المناسبة يسرنا أن نبارك لمعاليه هذه الثقة الغالية من إخوانه أصحاب المعالي والسعادة أعضاء الهيئة العليا، وندعو الله أن يعينه على تحمل مسؤولياتها والنهوض بأعبائها ومتطلباتها، وفي هذا المقام لا يفوتني أن أزجي خالص الامتنان لمعالي الأستاذ الدكتور فراس الهواري الذي وَليَ رئاسة الهيئة بالنيابة، في ظروف دقيقة، خلفًا لمعالي الأستاذ الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة بسلطنة عمان، فأبدعا وألهما وأنجزا، فلهما منا جزيل الشكر وبالغ الاحترام والتقدير.
لقد كانت احتفالية تكريم الأوائل من فوج خريجي عام 2023 من المتدربين في برامج المجلس العربي، حدثا مهما ونشاطًا بارزا فيه، حيث أنها تمثل لقاءً يُكرس التقدير للمتفوقين والمتميزين باعتبارهم ممثلين لدفعة الخريجين كلها، كما يؤكد هذا الحدث أيضًا على روح الفكرة التي قام عليها المجلس العربي وهي توطين الكفاءات الصحية العربية وتثبيتها في بلدانها، واحتفالنا بالأوائل والمتميزين يأتي في سياق تقدير اجتهادهم وسعيهم نحو التميز، واهتمامٍ بهم ليكونوا نجومًا في أوطاننا العربية يصنعون المستقبل ويطورون مجتمعات صحية آمنة متعافية.
اغتنت الاحتفالية بمشاعر الحب والفخر والإنجاز وامتلأت بالفرح، وتغنى المتحدث باسم الخريجين بالدعم الذي لقيه كل واحد منهم من أهله وربعه، فكانت عباراته لهم رقيقة، كالمشاعر التي حملتها، تحركت لها قلوب الحاضرين وفاضت من صدقها عيونهم حين قال: "سلام على حناجر الأمهات التي ما جفت فيها ينابيع الدعاء، سلام على عرق الآباء الذي ما زال بطهره يسقي الأرض عزا وإباء، سلام على تعب الأزواج والأبناء، دمتم لنا ذخرًا وسندًا وحصنًا حصينًا نواجه به أعاصير الحياة وتحدياتها".
ونحن على أعتاب هذه الاحتفالية التي ما زلنا نشهد الفرح فيها، وما زالت حاضرة في مشهد الذاكرة، فإنه ليسرنا أن نتقدم من كل خريجي هذا الفوج في المجلس العربي بأسمى آيات التهنئة والتبريك لهم على تخرجهم، وأن نزجي لهم أبلغ عبارات الثناء والتقدير على منجزهم العظيم وإنهاء متطلبات شهادة المجلس الصحية التي عملوا لها بكد وجَدّ حيث أوفى كل واحد منهم بكل متطلباتها على أحسن وجه، فتهانينا الموصولة على هذا الإنجاز الرائع والعمل المميز الدؤوب.
وفي هذا السياق أيضًا يسرنا في المجلس العربي أن ندعوكم خريجينا جميعًا إلى إدامة التواصل مع المجلس والاستمرار في متابعة مستجدات أخباره التي نحرص على أن نشارككم بها في كل وسيلة متاحة من وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الموقع الإلكتروني للمجلس، كما يسرنا مواصلة اهتمامكم بفعالياته وأفكار العمل الجديدة فيه ومبادراته المختلفة، ونرغّب إليكم أن تكونوا جزءًا منها، وربما قبل ذلك سببًا في وجودها، نحب أن تحافظوا على هذه المسافة القريبة من فعالياته التي تتيح الاستفادة من خبراتكم المتميزة وعطاءاتكم الفتيّة التي تسهم في تطوير مرئيات المجلس العربي وبرامجه، ونحن على يقين بأن العقول النّيّرة تُلهم وتبدع.
كما نحثكم على الشروع في التواصل مع ناديكم "نادي خريجي المجلس العربي"، وأن تعملوا على شحنه بالأفكار التي توثق عُرى المحبة والتعاون بينكم، كما ندعوكم إلى مواصلة الاستفادة من أساتذتكم أصحاب الاختصاص الذين كان لهم الفضل في التدريب والتدريس، فتلك رحم العلم التي ينبغي أن لا تنقطع.
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد دائمًا
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.د عمر الرواس